مَوْسَقَةُ الرواية

                                                                                            

مَوْسَقَةُ الرواية

 

 

ينتظم نص مدينة الرياح تحديدا على شكل جلسة موسيقية بيظانية، وتأتي أجزاؤه وفصوله على شكل طرق ومقامات التِّيدِنِيتْ (عود الموسيقى البيظانية)، فيقابل الجزء الأول من النص الطريق السوداء (أول طرق التِّيدِنِيتْ)، والجزء الثاني يقابل الطريق البيضاء (الطريق الثانية من التِّيدِنِيتْ)؛ ويقابل الجزء الثالث طريق ﻠڨْنَيْدِيَّ (طريق الغول انْوَفَّلْ، الطريق الثالثة في التيدنيت)، لأن هذا الجزء من الرواية يتناول المجتمع التقاني المستقبلي الذي فقد إنسانيته ولأن طريق ﻠڨْنَيْدِيَّ تمثل الموسيقى التي لم يعزفها البشر، بل إن عازفها هو الغول انْوَفَّلْ (الغول لغة يعني الهلكة، وكل ما أهلك الإنسان فهو غول، أو الغول: كل ما زال به العقل). جاءت ﻠڨْنَيْدِيَّ في النص باسم برج التبانة، لأنها ترمز لعالم آخر، ولأن عازفها لا ينتمي إلى عالم البشر، ولأن الجزء الأخير الذي يقابلها تدور أحداثه في فترة مستقبلية هاجر فيها بعض البشر من الكوكب الأرضي إلى عوالم أخر، وفيها صارت بعض الكائنات الفضائية تجوب برج التبانة، وأحيانا تحط على الأرض بحثا عن شذرات من عصرها الذهبي، كما هو حال سُولِيمَا التي تصطاد النفوس الخيّرة، مسافرة في الثقوب السوداء بسرعة الضوء، من نقطة إلى أخرى من مجرتنا. وسُولِيمَا ترمز في الرواية إلى نَمَادِي الفضاء المقابلين لنَمَادِي المجابات الكبرى. هذا ما جعلها تساعدهم في ثورتهم البيئية. واسم سُولِيمَا Solima  منحوت من الحروف الأولى من كلمات فرنسية ثلاث: Soleil (الشمس) و Libya (اسم النقطة 32 من الخريطة الأرضية لكوكب المريخ) و Mars (المريخ)، وذلك لأنها لما كانت تُحضِّر رحلتها إلى الأرض تدربت في "مركز تدريس اللغات والحضارات الإنسانية" الموجود داخل النظام الشمسي في ليبيا، على المريخ...

 

في مراكز تخزين النفايات السامة، التي ترمز إلى هَلَكَةِ مجتمع التقانة وفساد أهله في الأرض، جاءت موسيقى ﻠڨْنَيْدِيَّ، كما وصفها ڨارَا: «ثقيلة، صاخبة، حادة، متلاحقة، سريعة، تعجل عن الآذان فتخترق الجسم، لتدخل من جميع مسام الجسد، ألحانها غليظة فاحشة..» (ص162). ويضيف ڨارَا واصفا هذه الموسيقى )في الصفحة 164 (: «كنت منزعجا شديد التوتر من الموسيقى الجحيمية التي تبعث النكد وتدفع إلى الإحساس بالقرف والغثيان؛ كتائب مسلحة بعتاد كثيف من الآلات الكهربائية والإلكترونية تتبارى في صخب يفجر طبلة الأذن، وينفذ إلى مواطن الإحساس، كالمكاوي؛ سيل عرم من المفرقعات المحطِّمة للسكينة، العديمة التناسق والتناغم، يرافقها صراخ مسعور، يكرر ذات النبحة في نشاز أبدي. كلمات الأغنية في ضمير الأنا تحكي عناد البشر في ضلالاتهم، موقعة على أوزان قصيرة مبتذلة..».

 

 

(جدول التّناص بين مدينة الرياح و التيدنيت )

 

تقابل مقدمات أجزاء الرواية الثلاثة مداخل طرق التيدنيت وتوجد في كل جزء خمسة فصول تقابل المقامات (أَظْهُورَ) الخمسة، المشكلة لكل طريق من طرق التيدنيت، وهو ما يوضحه الجدول التالي:

 

مدينة الرياح

التيدنيت

الجزء الأول: برج السوداء. (تدور

أحداث هذا الجزء من الرواية في قرى

(ﮔﻧﮕار َالسود)

 

اطْرﻳڨْ الكَحْلَ (خَبْطَتْ لَكْوَرْ): معزوفة لكور(الزنوج):

ڨولْ الحَمَّادِ كانْ اسْعَ/ وَجْبَرْ مَانْ اسْلاكَتْ لَنْفَاسْ

اُمَرَّتْ عَنُّ ذِيكْ الخَلْعَ/         إِسَوَّلِّ ذاك امْنْ النَّاسْ

عنْ ﻟﻓﮔيعَ وا ﻟﻤﻓﮕﻊ /          شَنْهِ مارَتْهُمْ فَنْتَماسْ

ﻟﻓﮔيعَ َ خَبْطَ تُمَوَّرْ /مارَ فَالتَّاشَبَّطْ تَظْهَرْ

واﻟﻤﻓﮕﻊ خَبْطَتْ لَكْوَرْ/        مَارَتْهَ فَلْمَهْرْ اَرَدَّاسْ وَاصْلْ انْتَمَاسْ ادْخُولْ افْكَرْ/ فِيهْ الطَّزَانَ غَيْرْانَّاسْ

ﮔَالَتْ عَنُّ هُوَّ ذَ الدَّهْرْ/         فَاصَلْ فَطَّزَانَ والسَّاسْ

مقدمة الجزء الأول: آﮔْوَيْدِيرْ

(بحوث أثرية في مقبرة الغَلاَّوِيَّة القديمة)

آﮔْوَيَدِيرْ: شُورْ فَكْحَالْ انْتَمَاسْ (مقام من فواتح الطريق السوداء، وكلمة آﮔويدير تعني المقبرة)

الفصل الأول: "الذهب": وصف قافلة الملح التي كانت تجوب "بلاد الذهب": الاسم القديم لمواطن زنوج موريتانيا

 

ثيمات الفصل الأول:

- وصف تحميل القافلة.

- الأب يخذل ابنه ڨارَا.

- ظهور شخصية النصراني الكافر.

- فاله، بطلة الرواية وأيضا اسم امرأة من شنقيط مشهورة في تاريخ موسيقى التيدنيت

كَرْ اطْرِﻳڨْ الكَحْلَ: انْتَمَاسْ (المعزوفة الأولى من الطريق السوداء)

لَشْوَارْ (المقامات):

- آوديد (أصل هذا الشُّورْ محاكات رغاء الإبل

عند تحميل قافلة تِيشِيتْ)

- ﮔَيْوَارْ: يدل اسم هذا المقام على الخَذُولِ

- لَكْوَيْفَرْ: الكويفر

- فاله: شاهده: «يُوﮔِ يَيُوﮔِ بُولَيْدِي»

 

الفصل الثاني: مُوسَ اسْبَعْ

- البَرْزَخْ: مكان الرواية.

ثيمات الفصل:

- أطفال القرية يمارسون لعبة "ادْيَرَا لاكَسِّ"(استحداث زئير الأسد)

- حنين البطل إلى قريته وأصدقائه.

- زوجة تَالُوثَانْ تعشق رجلا آخر.

فَاغُ اطْرﻴﮕ الكَحْلَ: ﺗﻧﭼُّوﮔَ.

البَرْزَخْ ادْخُولْ(مقدمة) في ﺗﻧﭼُوﮔَ

لشوار (المقامات):

- مُوسَ اسْبَعْ (استحداث زئير الأسد)

- المَشَوَّشْ: اسم هذا المقام يعني (الذي يحن إلى الأحبة)

- اتْرَوْجِيحْ: اسم هذا المقام يعني (ترجيح شيء أو شخص على آخر) كلماته: يَلاَّلِ نَخْتِيرٌ عَنٌّ

الفصل الثالث: الرَّشْقُ

 

 

ثيمات الفصل

- المطر يفاجئ القافلة التي تضطر إلى دفن أحمالها. وتصل غَانَا، آخر قرى السودان، قبل أوْدَاقُوسْتْ وفيها يتعرض البطل للرشق مع باقي عبيد القافلة

- البائعة تعرض سلعها على ڨارَا، رغم أنه مربوط إلى مؤخرة الجمل، ويمشي بين رجليه تفاديا لرشق الأطفال.

 

اكْحَالْ اطْرﻴﮔْ الْكَحْلَ: هَيْبَ

 

 

لَشْوَارْ (المقامات):

 

- الرَّاﺷﮔَ: وكلمة الَّرﺷﮔَ تعني نوبة المطر

 

 

- اتْعَسْرِ، وكلمة اتعسر في الحسانية تدل

على شيء يأتي في غير موضعه.

 

الفصل الرابع: اللَّيَّنْ

 

ثيمة الفصل

- البطل يقع في حب فاله في أوْدَاغٌوسْتْ

سَنِّيمَ الْبَيْظَ: ﻣﻐﭼُّوﮔَ (مقام الحب في التيدنيت)

 

لَشْوَارْ (المقامات):

- اللَّيِّنْ (مقام الحب)

 

 

الفصل الخامس: الْبَرَّانِ

ثيمة الفصل:

- بعد ظهور المذنب يحدث انقلاب في كيان البطل الذي يصبح "غريبا على الأرض" (ص70)

 

 

ابْتَيْتْ اطْرﻳﮔْ الكَحْلَ: بَيْقِ

 

لَشْوَارْ (المقامات):

- الْبَرَّانِ: كلمة البران تعني الغريب

- الْهَايْمَاتْ: (الهائمات)

 

الجزء الثاني: "برج البيضاء" (البيظان والنصارى): تدور أحداث هذا الجزء في الفضاءات التي يسكنها البيظان، كما يتناول عاداتهم وتاريخ موريتانيا الحديث (مجيء المستعمر، قتل كبلاني)

 

اطْرﻳﮔْ البَيْظَ: مقام لَبْيَاظْ يرمز إلى البِيظَانْ وإلى لغتهم (وَذْنُ بَيْظَ، اَبَيْظَنْ مَنْ تِيدِنِيتْ وَلْ مَانُ)

 

المقدمة: "الطبل" (الرياح "تدوي في جنبات الكدية كالطبل") (ص 81)

 

كتائب النسور تحوم باحثة عن جثة، تنتظر موت البطل

ادْخُولْ اطْرﻳﮔْ البَيْظَ: مَكَّ مُوسَ

 

لَشْوَارْ (المقامات):

 

- أﮔَتْمَارْ (كلمة أﮔَتْمَارْ تعني الطبل)

-  اتَّحْوَامْ (لَعْسَيْرِ): كلمة التحوام في الحسانية

 تعني حَوَمَانُ الطير

 

الفصل الأول: "الأبكم"

ثيمات الفصل:

- البعثة الأثرية تلتقط البطل من قمة جبل الغلاوية وهو فاقد الكلام.

- فاله خائفة من هذا الجسم الهامد، فهي تصرخ وتلوذ ﺒﮔُوسْتْبَسْتَر

 

- مجنون الكلام (القناص المهذار)

- سقوط البطل من فوق الجمل يعيد إليه قدرته على الكلام

 

 

كَرْ اطْرﻳﮔْ البَيْظَ مَكَّ مُوسَ

لَشْوَارْ (المقامات):

أَنَيْوَالْ لَبْكَمْ:الأبكم. شاهده:

وَلْفِ دَمْعَتْهَ بَتَّجْلاَجْ            /يَامَسْ تَجْرِ مَاسَكْنَتْ

أَرَاعِ ذُوكْ اذْنُوبَكْ يَالْحَاجْ/ هَيَّ ﮔَاعْ اتْبَانْ اﻧﻓﮔﻌَتْ

- اتْشَيْمِّيرْ (كلماته: ظَحْكَتْ فَالَهْ تَنْزَاهْ الْعَيْنْ...)

- لَمْجَيْنِينْ (تصغير كلمة مجنون): اسْرُوزِ لَكْحَلْ

- كَلَمْتْ الَبَيْكَمْ (اسم هذا الشور يعني كلمة الأبكم)

 

 

الفصل الثاني: "انْتْرَشْ"

ثيمات الفصل:

- البطل يحل محل مَرْدُوشَا في خدمة فاله  

- فاله تختار "مَعْطَلَّ" اسما للبطل: معطل اسم من أسماء العتقاء

 

فَاغُ اطْرﻳﮔْ الْبَيْظَ: اسْرُوزِ

لَشْوَارْ (المقامات):

- انْتْرَشْ (وكلمة  انْتْرَشْ تعني أقحم في الأمر)

- الْحَرْ (وكلمة الْحَرْ تعني العتيق

الفصل الثالث: التَّرِكة

ثيمة الفصل:

يتناول هذا الفصل الإرث الحضاري الموريتاني من خلال خصوصيات مجتمع البيظان القديم

وتقاليده

 

اكْحَالْ اطْرﻳﮔْ الْبَيْظَ: انْيَامَ

لَشْوَارْ (المقامات):

- التَّرِكَة )الميراث(: (شُورْ فَتَّحْزَامْ)

 

الفصل الرابع: محنة

 

ثيمة الفصل:

-  يتناول هذا الفصل محنة الاستعمار من خلال وصف السيبة في ﺗﺟﮕﺞ إثر قتل كبلاني

 

ابْيَاظْ اطْرﻳﮔْ الْبَيْظَ: جَيْنَّ

 

لَشْوَارْ (المقامات):

- الْمَحْنَ (المحنة)

 

الفصل الخامس: "العتق"

ثيمات الفصل:

- عملية تنفذها المقاومة ضد بعثة المستعمر أثناء ترحالها بين ﺗﺟﮕﺞ وتيشيت

- البطل يهرب من أسر ﮔُوسْتْبَسْتَرْ

اْبتَيْتْ اطْرﻳﮔْ البَيْظَ: ﻟﻌﺘﻳﮔْ (العتق)

لَشْوَارْ (المقامات):

- لَرْحَالْ (الأرحال)

- الرﻣﮕانِ

 

الجزءْ الثالث: "برج التبانة"

 يتناول هذا الجزء الأخير من الرواية الدواهي التي تهدد البشر بالهلاك بعدما عم الفساد الأرض. (من شخوص هذا الجزء: الغول ﺗﻧﮕَلَّ (كل ما أهلك الإنسان فهو غول)             

اطْرﻳﮔ ﻟﮔنيديه: اطْرﻳﮔْ الغُولْ انْوَفَّلْ (طريق الغول انْوَفَّلْ)، وكلمة غول تعني الهلكة والداهية. "ﻟﮕنيدي اطْرﻳﮔْ فَتِّيدَنِيتْ "بَيْنْ اسْمَ واتْرَابْ"("ﻟﮕنيدي طريق في التيدنيت بين السماء والأرض"، كما يقول موسيقيو البيظان)

 

المقدمة: "انْوَفَّلْ"

ادْخُولْ ﻟﮔنيدي: انْوَفَّلْ

 

الفصل الأول: "الْمَاشِ"

ثيمات الفصل:

- البطل يتيه بلا هدف في منطقة الباطن ويكتشف مركز النفايات السامة

كَرْ اطْرﻳﮔ ْﻟﮕنيدي: انْوَفَّلْ

 

لَشْوَارْ (المقامات):

- الْمَاشِ (الماشي)

 

الفصل الثاني: النَّوْحُ

ثيمات الفصل:

- البطل يبكي ويصرخ مستنجدا بالخضير (ص 154)

- أُمَّة مراكز النفايات السامة هي شر الأمم

 

فَاغُ اطْرﻳﮔ ﻟﮕنيدي: فَاغُ لَكْبِيرْ

لَشْوَارْ (المقامات):

- انْوَاحْ: الصيغة الحسانية لكلمة "النوح " في الفصحى

- الرّﮋَّ: الصاعقة

 

الفصل الثالث: نهوند

ثيمة الفصل:

- سوليما تتغول للبطل في صورة امرأة فاتنة

اكْحَالْ ﻟﮔنيدي: نَهَوَنْدْ

لَشْوَارْ (المقامات):

- اﺗﮋَخْرِيفْ: اسم هذا الشور يعني التشكل في ألوان بديعة

الفصل الرابع: لَبْرَازْ(المبارزة)

ثيمات الفصل:

- مبارزة كلامية بين سائق شاحنة النفايات السامة وخفيرها

- يتقمص البطل زي سُولِيمَا للتخفي ويتمكن من الهروب من مركز النفايات السامة ليلجأ إلى دار فاله (يقف عند الباب مناديا: فَالَه افْتِحي الدار") ص 176

- "كانت فاله حزينة دائما، تبكي أحيانا

بدون سبب مفهوم... كانت تغيب أسابيع

طويلة..." ص 179

 

ابْيَاظْ اطْرﻳﮔ ﻟﮕنيدي لَبْرَازْ، ﭽﮔْرَاتْ، ﻣﻧﭼَلَّ

 

 

شاهد مقام انْوَفَّلْ: "فَالَه حَلِّ ادَّارْ..." (فاله افتحي الدار)

لشوار:

ﭽﮔْرَاتْ  شاهد ﭽﮔْرَاتْ:

 "آن ﮋﻧﮕرَ  نَبْغِيهَ              /هِيَّ قَالَتْ مَا تَبْغِينِ

آنَ نَفْرَحْ بَمْجِيهَ              /هِيَّ تَبْكِ لَيْنْ اتْجِينِ

(أنا ﮋﻧﮕرَ أحببتها              /وهي تصدني

أسر بقدومها   /وهي تبكي حين تجيئني)

الفصل الخامس: "ﺒﻳﮔِ الْمُخَالَفْ"

ابْتَيْتْ اطْرﻳﮔ ﻟﮕنيدي: ﺒﻳﮔِ الْمُخَالَفْ

 
 

جاء هذا التقابل بين أجزاء وفصول الرواية وطرق ومقامات التيدنيت ليبرز علاقة موضوع الحكي في كل جزء مع دلالات الطريق المقابل في التيدنيت، والعلاقة بين ثيمات الفصول وثيمات المقامات. وهذا التناص بين الرواية والتيدنيت نابع من الطبيعة المشتركة للزمن الروائي والزمن الموسيقي، لأن الأدب والموسيقى يحاكيان زمن الأسطورة، ولأن زمن الرواية وزمن الموسيقى، حالهما حال زمن الأسطورة، ينقذان من مأساة النهاية. يكثر الاسترجاع في الرواية لأن موسيقي التيدنيت تفرض الترديدة والاسترجاع والتنويع، ويستدير زمنها كما يستدير الزمن في طرق التيدنيت ومقاماتها. هكذا إذن تنهل رواية مدينة الرياح من معين ميتلوجيا موسيقى التيدنيت، وبهذا تكون رواية سينفونية بالمعنى الحقيقي.