مقابلة مع صحيفة العربي الجديد
وقفة مع موسى ولد أبنو
نواكشوط ــ العربي الجديد
21 أكتوبر 2018
تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
أبلور مشروعاً فكرياً، سميته "الميتاتقانة"، يهدف إلى بناء فلسفة ما بعد ميتافيزيقية: فنهاية الميتافيزيقيا، مع تحققها بنظام المعرفة الشاملة في عصر التقانة، غيّر طبيعة التفلسف، وقد صارت مهمته وضع فلسفة جديدة تتناول عالم التقانة. تبحث الميتاتقانة في معرفة الكائن التقاني ومبدئه، بخلاف الميتافيزيقا القديمة التي كانت تُعنى بالوجود.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
آخر عمل صدر لي هو مجموعة قصصية باللغة الفرنسية عنوانها "شذرات من المستقبل" Fragments de futurs. أما عملي القادم فهو رواية بالفرنسية تحكي قصة غزو كائنات فضائية للأرض. أبدأ دائماً كتابة أعمالي باللغة الأجنبية ثم أعيد كتابتها في لغتي الأم. كنت أنشر النص الأجنبي قبل تعريبه؛ لكني الآن صرت أكتبه وأبقيه كمسودة، ثم أعرّبه قبل أن أعود إليه لأعدله على ضوء نسخته العربية.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
أحاول. أهدف دائماً إلى أن أبث حقيقة جديدة في اللغة والمصطلحات تتجاوز قواعد التلقي والتقبل، لتنتج نصاً يوحي بدلالات جديدة للأمكنة والأزمنة والشخوص والمصطلحات، وأن أؤوّل الألغاز الكبرى للحياة. إنه عالم الرواية الذي يدعونا إلى التفكير، أو كما تقول آية سورة الأعراف "فاقصص القصص لعلهم يتفكرون".
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
كنت أجبت نداء البعيد الذي جعل أصحاب الكهف يعتزلون مجتمعهم، وجعل موسى يقصد مجمع البحرين (بحر المعرفة الإنسانية وبحر المعرفة الإلهية) ليلتقي الخضر.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
أنتظر أن يتدارك الغرب نفسه وأن يعي حجم الكوارث التي ساق إليها البشرية.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
الخضر، ليعلمني من حكمة الله في خلقه، وهو الذي آتاه الله من رحمته وعلّمه من علمه. أودّ لقاءه لأتجاوز قصور بصيرتي الإنسانية وعجزها عن تقصي الحقيقة.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
القرآن حيث تستلهم رواياتي النص القرآني، سواء في وجهها الإبداعي أو في تكوين عوالم جديدة تحاكي عوالم القَصص القرآني. إن القصص القرآني والأساطير والنصوص التراثية المؤسِّسة، سواء كانت عالمة أو شعبية، لا تقص علينا حكايات من الماضي بقدر ما تنبئنا عن خبايا مستقبلنا. وهذا هو مرتكز توظيفي للتراث في الخيال العلمي.
■ ماذا تقرأ الآن؟
قمت بتحميل مكتبة إلكترونية كاملة من كتب الخيال العلمي وشرعت في قراءتها.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أستمع كثيرا إلى معزوفات التِّيدِنِيتْ، عود الموسيقى البيظانية (نسبة إلى الْبِيظانْ، عرب موريتانيا). في روايتي "مدينة الرياح" تقابلت مقدمات أجزاء الرواية الثلاثة مع مداخل طرق التِّيدِنِيتْ، وفصولها مع مقاماتها. هذا التناص بين الرواية والتِّيدِنِيتْ نابع من الطبيعة المشتركة للزمن الروائي والزمن الموسيقي.
---------------------------------------------------------------
بطاقة
كاتب ومترجم موريتاني من مواليد 1956 في أبيتلميت. درس الصحافة والفلسفة في فرنسا. من إصداراته بالعربية: "موسوعة الثقافة الشعبية الموريتانية" (1985)، و"مدينة الرياح" (رواية، 1986)، و"التراث والخيال العلمي" (دراسة، 2016)، كما له إصدارات بالفرنسية.