علماء وأدباء ومفكرون غربيون مدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم

علماء وأدباء ومفكرون غربيون مدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم

ومنهم من اعتنق الإسلام

 

يخاطب الإسلام العقل والضمير والوجدان عند أصحاب العقول والعلماء والأدباء والشعراء والروائيين، وكثير منهم أشادوا بالدين الإسلامي أو أسلموا، ولكن تم التكتم على مواقفهم .إذا أراد الغربيون أن يقفوا على حقيقة الإسلام فليسألوا فلاسفتهم وعلماءهم وأدباءهم، ونظرًا لكثرة هؤلاء وكثرة المؤلفات التي وضعوها عن الإسلام، فسنكتفي بذكر بعضهم. رغم التصريحات الرسمية المسمومة والافتراءات الغربية على نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم والصور والرسوم الكاريكاتورية الساخرة، فإن الإسلام سيظل الرسالة الخالدة لإصلاح البشرية، التي فرض عليها الغرب حضارة كارثية دمرت الإنسان وبيئته. يقول الصحفي السويسري الشهير روجيه دوباسكويه في الفصل الأول من كتابه إظهار الإسلام  وقد كتبه المؤلف لإظهار حقيقة الإسلام لمواطنيه السويسريين وللمتحدثين بالفرنسية، ثم ترجم في كمبردج إلى الإنجليزية وترجمه الناشر إلى العربية -: «يستحوذ الإسلام في السنوات الأخيرة للقرن العشرين على اهتمام الغرب، ورغم طفرات الحضارة الحديثة احتفظ الإسلام بالقيم التقليدية التي هجرها الغرب، وبقي عالم الإسلام في نواح كثيرة عالم الإيمان والصلاة. لا يمكن لأحد يدرك وجود حقيقة باقية لا نهائية فوق عالم اليوم الفاني إلا أن يكترث بالإسلام. إظهار الإسلام يعني إثبات الدليل على إمكان العيش في ظلال الحقيقة على المستويات الفردية والاجتماعية، عيشة كاملة بلا تنازل أو حلول وسط«.

تحدث روجيه دوباسكويه عن أزمة الحضارة الغربية والكوارث التي تزلزل العالم الحديث، وفشل الفكر الحديث في تقديم تعريف متماسك للإنسان بسبب الجهل الكامل عن سبب ظهوره وعيشه وموته. وتحدث عن الانقلابات الاجتماعية والإفساد الأخلاقي والفراغ الروحي الذي يعيشه العالم الغربي .يقول دوباسكويه»: لا يقنع الإنسان بالحضارة العصرية لأنها تقدم له كل شيء إلا الجوهر، ولذلك تبدو عبثية، لم ينشغل الإنسان جدًّا ولهوًا من قبل مثل اليوم ولم يصبه مثل ملل اليوم. فشلت الإنجازات الهائلة للعلم والتكنولوجيا، سواء كانت متمثلة في التلفزيون أو غزو الفضاء أو تقدم الطب في أن تقدم له العلاج الشافي للسأم. تلهى الإنسان في عصر الآلة وانشغل وتشتت ذهنه وفشل في الوصول إلى الجوهر الحقيقي للروح الذي يتحقق بإنجاز المهمة السامية التي خلق الإنسان من أجلها «.ويؤكد المؤلف أن نظرة الإنسان المسلم للكون تختلف تمامًا عن نظرة الإنسان التقاني الذي لا يهمه إلا إشباع شهواته .ويقول في الفصل الثاني»: ينظر الإنسان التقاني إلى العالم كشيء يتصرف فيه كيف يشاء ليشبع رغباته. فلطالما لم يتبين أي أهمية له، أو ما يستدعى احترامه... وبعد تجريده من أي قداسة يستغله وينتهكه ويدمر انسجامه ويثير الأزمات البيئية المغلقة، وعلى النقيض يرى المسلم في الخلق عملا إلهيا مجيدًا، بما يحتويه من علامات ناطقة لنظام علوي، لا يوجد في الطبيعة شيء سخيف أو متروك للصدفة، فلكل شيء أهميته التي يبصرها كل من لم تغشه عقلية وانحيازات الحضارة المادية «.

وتقول المستشرقة الألمانية الدكتورة زيجريد هونكة في كتابها شمس الله على الغرب: إن محمدًا والإسلام هما شمس الله على الغرب». وتضيف: «لقد شاء الله أن يظهر من الأوروبيين من ينادي بالحقيقة ولا يغمط العرب حقهم في أنهم حملوا رسالة عالمية وأدوا خدمة إنسانية للثقافة البشرية قديمًا وحديثًا. إن هذا النفر من الأوروبيين المنصفين لا يأبه لتحدي المتعصبين الذين حاولوا جهد طاقتهم طمس معالم هذه الحضارة العربية والتقليل من شأنها «.اتفق عباقرة الغرب على أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أعظم العظماء في تاريخ البشرية. هكذا قال عنه الفيلسوف الإنجليزي برنارد شو ، إنه منقذ البشرية وإن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكيره. وقال عنه توماس كارليل، الحائز على جائزة نوبل:»إنه شهاب أضاء العالم أجمع. « ويضيف: «لقد أصبح من أكبر العار أن يصغي الإنسان المتمدن من أبناء هذا الجيل إلى وهم القائلين إن دين الإسلام دين كذب، وإن محمدًا لم يكن على حق. لقد آن لنا أن نحارب هذه الادعاءات السخيفة المخجلة. فالرسالة التي دعا إليها هذا النبي ظلت سراجًا منيرًا أربعة عشر قرنًا من الزمن لملايين كثيرة من الناس، فهل من المعقول أن تكون هذه الرسالة، التي عاشت عليها هذه الملايين وماتت، أكذوبة كاذب أو خديعة مخادع؟ ولو أن الكذب والتضليل يروجان عند الخلق هذا الرواج الكبير لأصبحت الحياة سخفًا وعبثًا، وكان الأجدر بها ألا توجد. إن الرجل الكاذب لا يستطيع أن يبني بيتًا من الطوب لجهله بخصائص البناء، وإذا بناه فما ذلك الذي يبنيه إلا كومة من أخلاط هذه المواد، فما بالك بالذي يبنى بيتًا قامت دعائمه هذه القرون العديدة وتسكنه مئات الملايين من الناس، وعلى ذلك فمن الخطأ أن نعد محمدًا كاذبًا متصنعًا متذرعًا بالحيل والوسائل لغاية أو مطمع. فما الرسالة التي أداها إلا الصدق والحق وما كلمته إلا صوت حق صادر من العالم المجهول، وما هو إلا شهاب أضاء العالم أجمع، ذلك أمر الله. إن طبيعة محمد الدينية تدهش كل باحث مدقق نزيه المقصد بما يتجلى فيها من شدة الإخلاص، فقد كان محمد مصلحا دينيا ذا عقيدة راسخة. أما ول. ديورانت فقال عنه صلى الله عليه وسلم إنه أعظم عظماء التاريخ كله. وقال عنه ألفونس دي لامارتين - الشاعر والسياسي الفرنسي الذي يُعدّ أحد أكبر شعراء المدرسة الرومانسية الفرنسية -: «من ذا الذي يجرؤ من الناحية البشرية على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟ ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه. عند النظر إلى جميع المقاييس التي تقاس بها عظمة الإنسان. أعظم حب في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.» ويقول عنه يوهان غوته، أحد أشهر أدباء ألمانيا المتميزين، والذي ترك إرثاً أدبياً وثقافياً ضخماً للمكتبة الألمانية والعالمية، وكان له بالغ الأثر في الحياة الشعرية والأدبية والفلسفية، وما زال التاريخ الأدبي يتذكره بأعماله الخالدة التي ما زالت أرفف المكتبات في العالم تقتنيها كواحدة من ثرواتها: «كلما قرأت القرآن شعرت أن روحي تهتز داخل جسمي، فهو كتاب الكتب، وإني اعتقد هذا كما يعتقده كل مسلم؛ فلم يعتر القرآن أي تبديل أو تحريف، وعندما نستمع إلى آياته تأخذك روح التشريع فيه، لا يسعك إلا أن تعظم هذا الكتاب العلوي وتقدسه وظني أن التشريع في الغرب ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية. إننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد. وسوف لا يتقدم عليه أحد وقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى للإنسان فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه. إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد النبي الذي وضع دينه دائمًا موضع الاحترام والإجلال. فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالدًا خلود الأبد. وإني أرى كثيرًا من بنى قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة.» (أوروبا).

في كتابه قصة الحضارة  كتب الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويليام جيمس ديورانت يقول: «وإذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدًا كان من أعظم عظماء التاريخ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحًا لم يدانه أي مصلح آخر في التاريخ كله.» وعن سبب اختياره لمحمد صلى الله عليه وسلم ليكون أعظم العظماء في التاريخ كتب المؤرخ الشهير مايكل هارت، الفيزيائي الفلكي اليهودي الأمريكي، في كتابه الشهير الخالدون المئة : «إن اختياري محمدًا ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي، فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة ولكنهم ماتوا دون إتمامها كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليها سواهم كموسى في اليهودية، ولكن محمدًا هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية وتحددت أحكامها وآمنت به شعوب بأسرها في حياته، ولأنه أقام إلى جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضا وحد القبائل في شعب والشعوب في أمة ، ووضع لها كل أسس حياتها ورسم أمور دنياها ووضعها موضع الانطلاق إلى العالم أيضا في حياته فهو الذي بدأ الرسالتين الدينية والدنيوية وأتمهما. »

 

يوهان غوته (1749– 1832م)

اشتهر الشاعر الألماني الكبير يوهان فولفغانغ فون غوته بالإلهام الذي استمده من التجلي الأدبي والروحي للثقافة الإسلامية ولكن ما يهم بشكل خاص في هذا الظرف، ظرف الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، هو قصيدة غوته التي كتبها في 3-1772 للاحتفال بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، المسماة Mahomets Gesang   (ترتيلة محممد)، وقد نظم هذه القصيدة وهو في الثّالثة والعشرين من العمر. عندما كان شابًا، تدرب غوته على قراءة وكتابة اللغة العربية وتعرف على القرآن. شعر بشوق كبير لتعلم اللغة العربية. «ربما لم يحدث في أي لغة هذا القدر من الانسجام بين الروح والكلمة والخط مثلما حدث في اللغة العربية» .. بهذه الكلمات يصف غوته اللغة العربية. أما تأثره بالقرآن فيظهر جليًّا في مجموعته الشعرية الكبيرة الديوان الشرقي ــ الغربي، ومنها: «لله المشرق، ولله المغرب، والشمال والجنوب يستقران في سلام يديه» وهي محاكاة واضحة لقوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ البقرة: 115. تقول أستاذة الأدب الألماني كاترينا مومزن: «إن علاقة غوته بالإسلام ونبيه ظاهرة مدعاة للدهشة في حياته، فكل الشواهد تدل على أنه في أعماقه شديد الاهتمام بالإسلام، وأنه كان يحفظ عشرات من آيات القرآن.» في السنة السبعين من عمره، أعلن غوته على الملإ أنه يعتزم أن يحتفل في خشوع بتلك الليلة المقدسة التي أنزل فيها القرآن على النبي ليلة القدر. وقد أعرب خلال حياته الطويلة بشتى الطرق عن احترامه وإجلاله للإسلام ولرسوله الكريم. تأثرُ غوته بالثقافة العربية والإسلامية أعطى لشعره نوعًا من الدفء والروحانية. قصيدة تمائم ضمن الديوان الشرقي ــ الغربي تعبر بإيجاز شديد وشعرية أنيقة عن جوهر الاِسلام. هذا مقطع من القصيدة:

هو، لا أحد سواه، العدل   *   ويريد لكل الناس العدل.

من أسمائه المئة أجمعين   *   سبحوا بهذا الاسم المكين

آمين!

***

يريُد الضلال أن يربكني ويغويني   *   لكنك تعرف كيف تهديني.

فإن قمتُ بعمل أو نظمتُ الأشعار   *   فأهدني أنت سواء السبيل.

 كان غوته مشغوفًا بالدين الإسلامي والقرآن والشخصية المحمدية ودرس الشريعة الإسلامية وتعمق فيها، وكان يعبر عن شغفه بالقرآن ويقول: «إن الله أنزله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أمي لا يعرف شيئًا عن الفلسفة، ولم يكن شاعرًا، وهو ما جعل البشر يصدقون دعوته. وكان القرآن معجزة لغوية للعرب، وهم أهل البلاغة، ولن يكون في مقدور أحد من البشر الوصول إلى هذه المعجزة الربانية.» تعلق غوته بالقرآن ومن أجله بذل جهدًا كبيرًا في تعلم اللغة العربية وقرأ ترجمات القرآن ووصف أسلوب القرآن بالعظمة والرهبة. وظهر تأثر غوته الشديد بالإسلام في مسرحيته الدراما المحمدية التي صور فيها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ومعاناته في تبليغ رسالة التوحيد. كما قام بتأليف نشيد محمد في تبجيل النبي صلى الله عليه وسلم عبر فيه عن انبهاره بشخص النبي وجهاده. إن المحبة التي كان يكنها غوته لمحمد صلى الله عليه وسلم جعلته يرى في الإسلام دينه. تبنى الإسلام بإخلاص وأعلن الشهادة وأكد أنه لا إله إلا الله الواحد وأن رسوله وخاتم المرسلين هو محمد صلى الله عليه وسلم. هكذا يكون أعظم شاعر في أوروبا هو أيضًا أول المسلمين في أوروبا الحديثة. هذا ما توحي به بعض أشعاره: الإسلام معناه أن لله التسليم، فعلى الإسلام نحيى ونموت نحن أجمعين. وفي قصيدة "حيوانات محظوظة" يرى غوته أن بعض الحيوانات ستدخل الجنة، ومنها حمار المسيح عليه السلام، وكلب أهل الكهف، وناقة محمد صلى الله عليه وسلم، وقطة أبي هريرة، لا لشيء إلا لأن النبي الكريم قد مسح بلطف على رأسها كما يُروي:

وها هي ذي هرة أبي هريرة

 تموء حول سيدها وتلاطفه

إذ سيبقى حيوانا مقدسا على الدوام

ذلك الذي مسح عليه النبي عليه السلام.

 في ديسمبر 1820، كتب جوته هذا الشكر على هدية كتاب لصديقه ويليمر: «هو الإسلام يجب علينا جميعًا الاعتراف به عاجلاً أم آجلا» .وكتب في عام 1792: «إن الإيمان بقدر الله هو أنقى مبدأ، ودين محمد خير دليل على ذلك» .يقول غوته في الفرق بين النبي والشاعر وتصديق محمد صلى الله عليه وسلم: «هو نبي وليس شاعرًا، ولذلك يُنظر إلى القرآن على أنه قانون إلهي وليس كتابًا للإنسان معدًا للتربية أو الترفيه».

فيكتور هوجو

فيكتور هوجو هو أعظم الأدباء والشعراء وكتاب الرواية في فرنسا على الإطلاق، اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين. ولد فيكتور هوجو في عام 1802 وهو صاحب روايةNotre-Dame de Paris ، أحــدب نوتــردام الشـــهيرة وصاحب الرواية الأشــــــهر Les Misérables  البؤســــاء. كل هذا معروف وأكثر، ولكن هل تعرفون أنه نظم في عام 1858، وهو في قمة مجده الأدبي، قصيدة طويلة ورائعة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، سمَّاها "العام التاسع للهجرة". والأمر الآخر غير المعروف عن هوجو هو أنه قد أعلن إسلامه ونطق بالشهادتين أمام الشيخ الجزائري إبراهيم التلمساني في عام 1881 وغير اسمه إلى أبي بكر هوجو وبقي مسلمًا حتى توفاه الله عام 1885. لكن الكتب والدراسات الأدبية والتاريخية التي أثبتت إسلام فيكتور هوجو تم التكتم عليها. من أهم هذه الكتب كتاب بعنوان هوجو للكاتب الفرنسي هنري ڤيّمين .Henri Guillemin, Hugo, Seuil ورد في الكتاب أن هوجو كان يقول عن نفسه: «إنني محجب ولكن الله يعرف من أكون وما هو اسمي.» ورغم كل التكتم على إسلام فيكتور هوجو، إلا أنه اليوم صار معروفا وانتشر بين الناس. قال الله تعالى ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32] .تأثر هوغو بالدين الإسلامي، وكان مهتمًا بدراسته لمعرفة تعاليمه ومبادئه وقيمه. وقد أعجب برسالة الإسلام الشريفة إلى حد أنه خصص عدة قصائد للثناء على الإسلام وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وأشاد ببعض أصحاب الرسول مثل عمر بن الخطاب وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم. ومن أشهر القصائد التي كتبها فيكتور هوغو عن الإسلام قصيدة سماها "آية من القرآن"، مأخوذة من سورة الزلزلة، وفيها يقول:

عندما تهتز الأرض بالزلزال [الأخير]   *   وتفرغ الأرض أعباءها

ويقول الناس: "وما بها؟   *   "في ذلك اليوم ستنقل أخبارها

في ذلك اليوم، سيغادر الناس مفصولين [إلى فئات] ليروا [نتيجة] أعمالهم.

فكل من يفعل وزن ذرة خيرا سيرى ذلك   *   ومن يفعل ثقل ذرة شرا سيرى ذلك.

كما كتب فيكتور هوغو قصيدة Le cèdre أهداها للفاروق عمر بن الخطاب، وتحدث عنه كواحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأثنى على دوره في نشر الدين الإسلامي في كثير من أنحاء الأرض. وتعد قصيدة فيكتور هوجو "السنة التاسعة للهجرة"، التي يتغنى فيها برسول الإسلام، من أروع ما أنشد شاعر غربي في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم. يلاحظ في القصيدة حضور المعاني السامية لحجة الوداع. وإليكم القصيدة، مع ترجمتها:

Comme s’il pressentait que son heure était proche

بما أنه أحس بدنوّ ساعة موته،

Grave, il ne faisait plus à personne un reproche;

لم يعد يُنْحِ باللاّئمة على أي أحد.

Il marchait en rendant aux passants leur salut;

كان يمشي وهوّ يردّ بالمثل تحيّة المارة.

On le voyait vieillir chaque jour, quoiqu’il eût

كان يظهر عليه الكبر كل يوم، رغم أنه،

A peine vingt poils blancs à sa barbe encore noire;

لم تظهر في لحيته السوداء إلا بضع شعرات بيض.

Il s'arrêtait parfois pour voir les chameaux boire,

كان يتوقف أحيانا لينظر إلى الإبل وهي تشرب،

Se souvenant du temps où il était caravanier.

ويتذكرّ ماضيّه إبّان رحلاته صحبة القوافل.

Il semblait avoir vu l’Eden, l’âge de d’amour,

بدا وكأنّه رأى زمن الحبّ في جنّات عدن،

Les temps antérieurs, l’ère immémoriale.

الأزمنة السالفة التي لا تنسى.

Il avait le front haut, la joue impériale,

كان واسع الجبين، سهل الخدين.

Le sourcil chauve, l’œil profond et diligent,

أزج الحواجب أشكل، أدعج، عميق النظر.

Le cou pareil au col d’une amphore d’argent,

كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة.

L’air d’un Noé qui sait le secret du déluge.

سَمْتُ نُوحٍ عرف سرّ الطوفان.

Si des hommes venaient le consulter, ce juge

حكم، إذا احتكم إليه رجلان فإنّه

Laissait l’un affirmer, l’autre rire et nier,

يترك أحدهم يؤكد والآخر يضحك وينفي

Ecoutait en silence et parlait le dernier.

يصغي بصمت وهو آخر من يتكلم.

Sa bouche était toujours en train d’une prière;

دوما يجري على لسانه ذكر الله.

Il mangeait peu, serrant sur son ventre une pierre;

قليل الأكل، يربط حجرا على بطنه.

Il s’occupait de lui-même à traire ses brebis;

يسهر بنفسه على حلب نعاجه.

Il s’asseyait à terre et cousait ses habits.

يفترش الأرض ويرتّق ثيّابه.

Il jeûnait plus longtemps qu’autrui les jours de jeûne,

كثير الصوم خارج رمضان،

Quoiqu’il perdît sa force et qu’il ne fût plus jeune.

رغم أنه ضعفت قوّته ولم يعد شابا.

A soixante-trois ans une fièvre le prit.

لما بلغ الثالثة والستين، أصابته حمى.

Il relut le Coran de sa main même écrit,

أعاد قراءة القرآن وبيده كتب

Puis il remit au fils de Séid la bannière,

ثمّ سلم اللواء إلى "ابن السيد"

En lui disant : ' Je touche à mon aube dernière.

قائلا له: أنا دنوت من فجريّ الأخير.

Il n’est pas d’autre Dieu que Dieu. Combats pour Lui.

لا إله إلا الله. جاهد في سبيله.

Et son œil, voilé d’ombre, avait ce morne ennui

وعينه التي غشاها ظل صارت كئيبة

D’un vieil aigle forcé d’abandonner son aire.

كسأم عقاب عجوز أجبر على ترك مجال طيرانه.

Il vint à la mosquée à son heure ordinaire,

جاء إلى المسجد في الوقت المعتاد

Appuyé sur Ali le peuple le suivant;

متوكئًا على عليّ والناس من ورائه

Et l’étendard sacré se déployait au vent.

واللواء المقدس ترفرفه الرياح.

Là, pâle, il s’écria, se tournant vers la foule;

هنا، شاحباً، اِلتفت إلى الحشد وصاح قائلا:

' Peuple, le jour s’éteint, l’homme passe et s’écroule;

"أيّها الناس. النهار إلى انطفاء والإنسان إلى زوال

La poussière et la nuit, c’est nous. Dieu seul est grand.

نحن الهباء والليل، والله وحده الأكبر.

Peuple je suis l’aveugle et suis l’ignorant.

أيّها الناس، أنا الجاهل وأنا الأعمى

Sans Dieu je serais vil plus que la bête immonde.

بدون إله سأكون أحقر من دابة قذرة!

Un cheikh lui dit : ' o chef des vrais croyants ! le monde,

قال له شيخ: "يا أمير المؤمنين الحقيقيّين: إنّ العالم،

Sitôt qu’il t’entendit, en ta parole crut;

بمجرّد سماعك صدق كلمتك؛

Le jour où tu naquis une étoile apparut,

في اليوم الذي ولدت، أشرق نجم،

Et trois tours du palais de Chosroès tombèrent.

وتهدّم ثلاثة أبراج من إيوان كسرى".

Lui, reprit : ' Sur ma mort les Anges délibèrent;

تابع هو قائلا: "لقد تداولت الملائكة في شأن موتي؛

L’heure arrive. Ecoutez. Si j’ai de l’un de vous

دقّت الساعة. أنصتوا. إذا كنت قد ذكرت أحدكم بسوء

Mal parlé, qu’il se lève, ô peuple, et devant tous

فليقف، أيها الناس، وليسبّني وليشهّرْ بي أمام الجميع

Qu’il m’insulte et m’outrage avant que je m’échappe;

قبل أن تفيض روحي.

Si j’ai frappé quelqu’un, que celui-là me frappe.

وإذا كنت قد اعتديت على إنسان فليعتد عليّ."

Et, tranquille, il tendit aux passants son bâton.

وهادئاً، مد عصاه إلى المارّة.

Une vieille, tondant la laine d’un mouton,

فصاحت عجوز جالسة على عتبة، تجزّ صوف نعجة:

Assise sur un seuil, lui cria : Dieu t’assiste !

"كان الله في عونك!"

Il semblait regarder quelque vision triste,

بدا وكأنّه ينظر إلى مشهد كئيب

Et songeait; tout à coup, pensif, il dit : voilà,

ويفكر؛ وفجأة قال، بنبرة المستغرق في تفكيره: "هذا هو،

Vous tous, je suis un mot dans la bouche d’Allah;

اسمعوا جميعا! أنا كلمة بين الكاف والنون

Je suis cendre comme homme et feu comme prophète.

أنا رماد كبشر ونار كنبيّ

J’ai complété d’Issa la lumière imparfaite.

أكملت نور عيسى.

Je suis la force, enfants; Jésus fut la douceur.

أنا القوّة، يا أطفال. عيسى كان اللطافة.

Le soleil a toujours l’aube pour précurseur.

الفجر دوما يسبق الشمس.

Jésus m’a précédé, mais il n’est pas la Cause.

سبقني عيسى، لكنه ليس السبب.

Il est né d’une Vierge aspirant une rose.

ولدته عذراء استنشقت أريج زهرة.

Moi, comme être vivant, retenez bien ceci,

احفظوا ما أقول جيّداً، أنا ككائن حي،

Je ne suis qu’un limon par les vices noirci;

لست إلاّ طميا سودته الخطايا.

J’ai de tous les péchés subi l’approche étrange;

لقد راودتني كل الذنوب؛

Ma chair a plus d’affront qu’un chemin n’a de fange,

أَعْيار لحمي أكثر من أوحال الطريق،

Et mon corps par le mal est tout déshonoré;

وجسدي عيّره الشر؛

O vous tous, je serais bien vite dévoré

يا أنتم جميعكم! عن قريب سوف أُبلع.

Si dans l’obscurité du cercueil solitaire

إذا صرت في ظلمة القبر وحيدا

Chaque faute engendre un ver de terre.

كلّ خطيئة تولد دُودة تراب.

Fils, le damné renaît au fond du froid caveau

أبنائي، إنّ المعذّب يُبعث في ظلمة القبر

Pour être par les vers dévoré de nouveau;

لكي يأكله الدود من جديد؛

Toujours sa chair revit, jusqu’à ce que la peine,

أبداً تتجدّد أُهُبه ليذوق العذاب،

Finie ouvre à son vol l’immensité sereine.

إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

Fils, je suis le champ vil des sublimes combats,

أبنائي، ما أنا إلاّ حقل وضيع تجري فيه معارك ساميّة.

Tantôt l’homme d’en haut, tantôt l’homme d’en bas,

أحيانا، يسمو في الإنسان وحياناً يرذل.

Et le mal dans ma bouche avec le bien alterne

والشرّ على لساني يتعاقب مع الخير

Comme dans le désert le sable et la citerne;

كما تجتمع البئر والرمل في الصحراء؛

Ce qui n’empêche pas que je n’aie, ô croyants!

الشيء الذي لا يمنع من أنّني، يا أيّها المؤمنون،

Tenu tête dans l’ombre aux Anges effrayants

صمدت في السر أمام الطواغيت

Qui voudraient replonger l’homme dans les ténèbres;

الذين يريدون إخراج الإنسان من النور إلى الظلمات.

J’ai parfois dans mes poings tordu leurs bras funèbres;

أحياناً، لويت أذرعتهم الجنائزية في قبضة يدي؛

Souvent, comme Jacob, j’ai la nuit, pas à pas,

غالبا ما، مثل يعقوب، كنت، خطوة خطوة،

Lutté contre quelqu’un que je ne voyais pas;

أقاوم في الليل شخصا لا أراه.

Mais les hommes surtout on fait saigner ma vie;

ولكن البشر على الأخصّ هم من تسبّبوا في نزيف حياتي؛

Ils ont jeté sur moi leur haine et leur envie,

فقد رموني بكراهيّتهم وحسدهم،

Et, comme je sentais en moi la vérité,

وبما أنّني كنت أشعر بأنني على حق،

Je les ai combattus, mais sans être irrité,

جاهدتهم دون انفعال،

Et, pendant le combat je criais : laissez faire !

وأثناء المعركة كنت أصرخ: خلوا الأمور تجري!

Je suis le seul, nu, sanglant, blessé; je le préfère.

أنا الوحيد، عاري، مجروح؛ أفضّل ذلك.

Qu’ils frappent sur moi tous ! Que tout leur soit permis !

فليجهزوا علي كلهم! وليسمح لهم بفعل كلّ شيء!

Quand même, se ruant sur moi, mes ennemis

فحتى لو اجتمع أعدائي كلهم

Auraient, pour m’attaquer dans cette voie étroite,

ليهاجموني في هذا الطريق الضيّق،

Le soleil à leur gauche et la lune à leur droite,

الشمس عن يسارهم والقمر عن يمينهم،

Ils ne me feraient point reculer! C’est ainsi

فإنّهم لن يستطيعوا إجباري على التقهقر. هكذا

Qu’après avoir lutté quarante ans, me voici

وبعد أن جاهدت طيلة أربعين عاماً، أجد نفسي

Arrivé sur le bord de la tombe profonde,

على حافة القبر العميق،

Et j’ai devant moi Allah, derrière moi le monde.

وأمامي الله وخلفيّ العالم.

Quant à vous qui m’avez dans l’épreuve suivi,

أما أنتم يا من اتبعني في ساعة العسرة،

Comme les grecs Hermès et les hébreux Lévi,

كما اتبع الإغريق هيرميس واليهود ليفي،

Vous avez bien souffert, mais vous verrez l’aurore.

فقد عانيتم شديدا، لكنكمّ ستشاهدون الفجر ينبلج.

Après la froide nuit, vous verrez l’aube éclore;

بعد الليل المظلم، سترون الفجر ينفلق.

Peuple, n’en doutez pas; celui qui prodigua

أيّها الناس لا تشكّوا في هذا، إن الذي جاد

Les lions aux ravins du Jebbel-Kronnega,

بالأسود على خنادق جبل Kronnega

Les perles à la mer et les astres à l’ombre,

وباللؤلؤ على البحار وبالنجوم على الظلام،

Peut bien donner un peu de joie à l’homme sombre. '

لقادر على منح قليل من الفرح للإنسان الحزين."

Il ajouta; ' Croyez, veillez; courbez le front.

وأضاف قائلاً: "آمنوا؛ عوا؛ سلموا.

Ceux qui ne sont ni bons ni mauvais resteront

فالذين ليسوا أخياراً ولا أشراراً سيبقون

Sur le mur qui sépare Eden d’avec l’abîme,

عالقين بين الجنّة والنار،

Etant trop noirs pour Dieu, mais trop blancs pour le crime;

لأن وجوهم مسودة عند الله، لكن بقية بياض فيها منعهم من ارتكاب المعاصي؛

Presque personne n’est assez pur de péchés

لا ينزه إنسان عن ارتكاب المعاصي

Pour ne pas mériter un châtiment; tâchez,

فلكيلا تستحقون العقاب، حاولوا

En priant, que vos corps touchent partout la terre;

وأنتم تصلّون أن تجعلوا أجسادكم تلامس كلها الأرض؛

L’enfer ne brûlera dans son fatal mystère

فالنار لن تحرق في سرها القدري

Que ce qui n’aura point touché la cendre, et Dieu

غير الذي لم يلمس الرماد، والله

A qui baise la terre obscure, ouvre un ciel bleu;

يفتح سماء زرقاء لمن سجد له على التراب.

Soyez hospitaliers; soyez saints; soyez justes;

كونوا كرماء. كونوا أتقياء. كونوا عادلين؛

Là-haut sont les fruits purs dans les arbres augustes,

توجد في الأعالي فاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة تنبت في أشجار الجنة.

Les chevaux sellés d’or, et, pour fuir aux sept dieux,

والجيّاد سُرُوجُها من ذهب للفرار إلى الله،

Les chars vivants ayant des foudres pour essieux;

والعربات الحيّة تجرها أربعة خيول ومحاورها الصواعق؛

Chaque houri, sereine, incorruptible, heureuse,

كلّ حوريّة، مطمئنّة، منزهة، سعيدة،

Habite un pavillon fait d’une perle creuse;

تسكن بيتا شيّد من لؤلؤة مجوّفة،

Le Gehennam attend les réprouvés; malheur!

أمّا جهنّم فهيّ في انتظار المنبوذين. ويل لهم!

Ils auront des souliers de feu dont la chaleur

سيُنتعلون نعالاً ناريّة حرّها

Fera bouillir leur tête ainsi qu’une chaudière.

يغْلي رؤوسهم غليان فرن.

La face des élus sera charmante et fière.

بينما وجوه الفائزين ستكون ضاحكة مستبشرة."

Il s’arrêta donnant audience à l’espoir.

توقّف ينصت إلى الأمل.

Puis poursuivant sa marche à pas lents, il reprit:

ثمّ متابعا سيره بخطىً بطيئة، استأنف قائلا:

' O vivants ! Je répète à tous que voici l’heure

"أيّها الأحياء أكرر على مسامع الجميع أنّ ساعة غيابي

Où je vais me cacher dans une autre demeure;

واختفائي في مُقام آخر قد دنت؛

Donc, hâtez-vous. Il faut, le moment est venu,

إذا سارعوا، فقد حان الأوان،

Que je sois dénoncé par ceux qui m’ont connu,

أن يندد بي الذين عرفوني،

Et que, si j’ai des torts, on me crache aux visages. '

وإذا كانت لهم مظالم علي، أن يبصقوا في وجهي.

La foule s’écartait muette à son passage.

كان الناس يتنحون صامتين عند مروره.

Il se lava la barbe au puits d’Aboufléia.

غسل لحيته بماء بئر Aboufléia

Un homme réclama trois drachmes, qu’il paya,

طالبه رجل بثلاثة دراهم فدفعها له قائلا:

Disant : Mieux vaut payer ici que dans la tombe.

"خير لي أن أؤديّها هنا من أن أؤديّها في القبر."

L’œil du peuple était doux comme un œil de colombe

كانت نظرات الناس عذبة كما لو أنّها نظرات حمام.

En le regardant cet homme auguste, son appui;

نظر إليه هذا الرجل الجليل، سنده.

Tous pleuraient; quand, plus tard, il fut rentré chez lui,

كانوا يبكون جميعهم؛ لمّا عاد لاحقا إلى بيته،

Beaucoup restèrent là sans fermer la paupière,

كثر هم الذين لم يبرحوا المكان ولم يغمض لهم جفن

Et passèrent la nuit couchés sur une pierre

وقضوا ليلتهم مفترشين الحجارة.

Le lendemain matin, voyant l’aube arriver;

وفي الغد، عندما طلع الفجر،

Aboubékre, dit-il, je ne puis me lever,

قال: " أبو بكر، أنا لا أستطيع النهوض،

Tu vas prendre le livre et faire la prière. '

خذ المصحف وأقم الصلاة."

Et sa femme Aïscha se tenait en arrière;

كانت زوجته عائشة تقف في الخلف؛

Il écoutait pendant qu’Aboubékre lisait,

كان ينصت إلى تلاوة أبي بكر،

Et souvent à voix basse achevait le verset;

وغالبا ما يكمل بصوت خافت نهاية الآية؛

Et l’on pleurait pendant qu’il priait de la sorte.

كانوا يبكون عند سماع تلاوته.

Et l’Ange de la mort vers le soir à la porte

وعند اقتراب المساء، ظهر عند الباب ملك الموت

Apparut, demandant qu’on lui permît d’entrer.

واستأذن في الدخول.

' Qu’il entre. ' On vit alors son regard s’éclairer

"ليدخل!" رأوا نظرته تشع

De la même clarté qu’au jour de sa naissance;

بنفس البريق الذي كان لها يوم وُلد.

Et l’Ange lui dit: Dieu désire ta présence.

فقال له الملك: الله يريد حضورك.

- Bien, dit-il. Un frisson sur les tempes courut,

قال النبيّ: "نعم." جرت رعشة على صدغيه.

Un souffle ouvrit sa lèvre, et Mahomet mourut.

فتح نفَس شفته ومات محمد.

فيكتور هيجو 15 يناير 1850

فولتير ‏ (1694 –1778م):

فرانسوا ماري آروويه المعروف باسم شهرته ( فولتير ) هو كاتب وفيلسوف فرنسي، واحد من أشهر فلاسفة ومفكري وأدباء عصر التنوير. عاش في القرن الثامن عشر، وتميز بالعداء الشديد للكنيسة التي كانت تهيمن على حياة الناس، ونادى بالمدنية والعلمانية، وقيم الحرية والعدل، والتسامح. فعمد إلى سلوك طرق غير مباشرة لمواجهة الكنيسة، فكتب قصائد وألف روايات ومسرحيات يعري فيها الكاثوليكية والبروتستانتية ويسخر منهما. وامتد هجومه إلى اليهودية، حتى اعتبروه معاديا للسامية، ولم يسلم منه الدين الإسلامي. ومن أجل فهم حقيقة موقف فولتير من الإسلام، لا بد منَ التذكير بأنَّ المناوئين للكنيسة في فرنسا وأوروبا كانوا يهاجمون الأديان كلها، لكنهم في الواقع يقصدون الكنيسة المتسلطة المتحجرة المتغطرسة بالدرجة الأولى. أول موقف لفولتير من الإسلام كان مسرحية بعنوان: محمد أو التعصب، والعنوان يلخص المضمون. لكن في كتاباته التالية ترك التعميم، وأبصر الحق. ذلك أن المسرحية كانت مجرد تمويه لمهاجمة الكنيسة، من غير السقوط تحت طائلة الرقابة القانونية، وكان هذا رأي الأديب الألماني جوته، الذي ترجم المسرحية، وحين أبداه للقائد الفرنسي بونابارت وافقه عليه. وفي أعمال لاحقة، وبينما كان يواصل انتقاده اللاذع للمسيحية، نجده يثني على الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول أن الإسلام أفضل من المسيحية، ويقول عن الإسلام أنه دين حكيم وصارم وطاهر وإنساني وحكيم؛ «لأنه لا يسقط في جنون الإشراك بالله، وليس فيه طلاسم، وهو صارم لأنه يحرم القمار والخمر، ويأمر بخمس صلوات في اليوم، وهو طاهر لأنه يحدد عدد الزوجات بأربع، وهو إنساني لأنه يأمر بالصدقة أكثر من الحج، وأضيف إلى خصائص الحق هذه سمة أخرى، هي التسامح. هذه الشرائع الحازمة، وهذه العقيدة البسيطة، جلبت للإسلام الاحترام والثقة، وخاصة عقيدة التوحيد، التي ليس فيها طلاسم، بل هي مناسبة للعقل الإنساني، كل هذا جعل عددا كبيرا من الأمم تعتنق هذا الدين، من سود إفريقيا إلى جزر المحيط الهندي. « ثم يضيف: «إن القليل الذي قلْتُه يكذِّب كل ما يقول مُؤَرِّخُونا ومنتقدونا ومواقفنا المسبقة، لكن الحقيقة يجب أن تُواجههم «.

وفي كتابه القاموس الفلسفي، يكتب: «أقولها لكم مرة أخرى، أيها الجهلة الحمقى، الذين أقنعهم جهلة آخرون بأن الدين المحمدي شهواني، إن هذا ليس صحيحا، لقد خدعوكم في هذه المسألة كما في مسائل متعددة أخرى، أيها القساوسة والأحبار، لو فرض عليكم أن تمتنعوا عن الطعام والشراب من الرابعة صباحا إلى العاشرة مساء في شهر يوليو، عندما يصادف الصيام هذا الشهر، ولو منع عنكم القمار بكل أنواعه، ولو حرمت عليكم الخمر، ولو كتب عليكم الحج في الصحراء المحرقة، ولو أمرتم بإخراج اثنين ونصف من دخلكم للفقراء، ولوِ اقتصرتم على أربع زوجات، أنتم الذين ألفتم التمتع بثماني عشرة امرأة، هل يمكن - بكل صدق - أن تقولوا عن هذا الدين: إنه شهواني؟» فلماذا يغفل العلمانيون عن هذه النظرة، ويتشَبثون بالمسرحية المذكورة، التي لا علاقة لها إطلاقًا بالرسول عليه الصلاة والسلام وسيرته، وإنما هي محض عمل خيالي، كان نقدا مبطنا للكنيسة؟!

جان جاك روسو (1712- 1778م):

كاتب وأديب وفيلسوف وعالم نبات، يعد من أهم كتاب عصر التنوير، وهي فترة من التاريخ الأوروبي امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلاديين. ساعدت فلسفة روسو في تشكيل الأحداث السياسية، التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية. حيث أثرت أعماله في التعليم والأدب والسياسة .يُعتبر كتابه العقد الاجتماعي حجر الزاوية في الفكر السياسي والاجتماعي الحديث. يقول روسو: «لم ير العالم حتى اليوم رجلا استطاع أن يحول العقول، والقلوب من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الواحد إلا محمداً ولو لم يكن قد بدأ حياته صادقاً أميناً ما صدقه أقرب الناس إليه، خاصة بعد أن جاءته السماء بالرسالة لنشرها على بني قومه الصلاب العقول والأفئدة. لكن السماء التي اختارته بعناية كي يحمل الرسالة كانت تؤهله صغيراً فشب متأملاً محباً للطبيعة ميالا للعزلة لينفرد بنفسه.» وفي موضع أخر نجد روسو يناشد الرسول صلى الله عليه وسلم، معلنا افتخاره به، فيقول: «أيها النبي الرسول خذ بيدنا إلى موقف الشرف والفخر، فنحن من أجلك نود الموت أو الانتصار «.

جورج برنارد شو (1856– 1950):

غالبًا ما نقرأ هذا الاقتباس للكاتب المسرحي الشهير جورج برنارد شو: «لطالما كنت أقدّر دين محمد عالياً بسبب حيويته الرائعة. إنه الدين الوحيد الذي يبدو لي أنه يمتلك تلك القدرة على الاستيعاب في المرحلة المتغيرة من الوجود والتي يمكن أن تجعل نفسها جذابة لكل عصر.» كتب جورج برنارد شو عام ‏1936‏ مقالاً له بعنوان "الإسلام الحقيقي"، قال فيه إنه «إذا كان لديانة معينة أن تنتشر في أوروبا‏ خلال مئات السنوات المقبلة‏ فيجب أن تكون الإسلام.»‏‏ وقال في مقالته: «إنني درست تاريخ حياة محمد‏،‏ ذلك الرجل العظيم‏،‏ وفى رأيي يجب أن يطلق عليه لقب منقذ البشرية‏،‏ إنني أعتقد أنه إذا قدر له أن يتولى مسئولية قيادة العالم‏،‏ فلاشك أنه سيستطيع حل مشكلاته وإقرار السلام والسعادة‏،‏ لقد تنبأت بأن عقيدة محمد ستكون مقبولة لأوروبا غدًا‏.»‏ وفى أرائه الأخرى عن الإسلام قال: «هو دين الديمقراطية وحرية الفكر، وهو دين العقلاء، وليس فيما أعرف من الأديان نظام اجتماعي صالح كالنظام الذى يقوم على القوانين والتعاليم الإسلامية، فالإسلام هو الدين الوحيد الذى يبدو لي أن له طاقةً هائلةً لملائمة أوجه الحياة المتغيرة، وهو صالح لكل العصور. لو تولى العالم الحديث رجل مثل محمد لنجح في حل مشاكله وجلب له السلام والسعادة المطلوبان بشدة. لقد درست عن الرجل، وبرأيي إنه أبعد ما يكون عدوا للمسيح، بل يجب أن يسمى بمنقذ البشرية. لقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولا عند أوروبا غدا كما بدأ يكون مقبولا عند أوروبا اليوم «. حمل عدد المجلة الهندية The Light ، بتاريخ 16 يناير 1933، على صفحته الأولى آراء برنارد شو حول الإسلام والسلم. في جوابه على سؤال مراسل المجلة حول نزع السلاح قال شو: إن «افتراض إمكانية القضاء على الحرب من شؤون الإنسان يمنح الكثير من الفضل للطبيعة البشرية. هذا هو معنى الاعتراض الذي رفعه الملائكة على خلق الإنسان، الذي سيحدث اضطرابًا في الأرض ويسفك الدماء. البشر سيتحاربون دائما. إذا لم تكن هناك أسلحة، فسوف يتقاتلون بقبضات الأيدي. إن الإسلام، لا يسلك نهج النعامة، لا يغلق عينيه عن طبيعة البشرية ويكتفي بخطبة حلوة عن السلام واللاعنف. إنه يضع قواعد وأنظمة فعالة لمواجهة هذا الوحش في الإنسان الذي قد يكون من الضروري التعامل معه في بعض الأحيان. هذه الأنظمة الفعالة التي وضعها الإسلام تشكل طريقة صارمة في التعامل مع الشر. أنا، مثل نابليون، أفضل المذهب المحمدي. أعتقد أن الإمبراطورية البريطانية بأكملها سوف تتبنى هذا المذهب قبل نهاية القرن. شخصية محمد مناسبة لي. أنا معجب به وأشاركه آراءه في الحياة إلى حد كبير.» ربما يكون الاعتراف بحقائق الحياة من جانب الإسلام هو الذي جعل السيد شو يتوقع أنه في غضون قرن سيكون الإسلام دين أوروبا. في مسرحيته الزواج Getting Married ، تقول إحدى الشخصيات: «أعتقد أن الإمبراطورية البريطانية بأكملها ستتبنى الإسلام قبل نهاية القرن «.

الكاتب الأكثر شهرة في أوروبا هو بالتأكيد الإنجليزي برنارد شو، وقد تحدث عن مستقبل الإسلام. يقول في كتابه الزواج، إنه إذا كان لأي دين فرصة أن يحكم إنجلترا وأوروبا، في غضون المئة عام القادمة، فلا يمكن أن يكون إلا الإسلام. ما الذي يسحر شو في الإسلام؟ يشارك الإسلام في الإيمان بالعقل باعتباره نورًا على طريق مستقبل البشرية. إنه يشاركه الرغبة الشديدة في التقدم؛ فهو يكره مهنة خدمة الكلام التي لا يمكن إلا أن تشكل كلمات جميلة. مسعاه هو إظهار الجوانب العملية وهو المدافع عن الأرستقراطية الديمقراطية. لذلك، فإن جورج برنارد شو متعمق في اقتناعه بأن جميع العناصر موجودة في الإسلام، مما يؤهله ليكون دين المستقبل للبشرية جمعاء.

رنولد جوزف توينبي (1889- 1975م):

بريطاني من أشهر المؤرخين في القرن العشرين، أهم أعماله موسوعة دراسة للتاريخ .قال: «الذين يريدون أن يدرسوا السيرة النبوية سيجدون أمامهم من الأسفار مالا يتوافر مثله للباحثين في حياة أي نبي من أنبياء الله ، إنني أدعو العالم إلى الأخذ بمبدأ الإخاء والمساواة وإن في بقاء الإسلام أمل للعالم كله «.

هنري دي بولانفلييه (1658 - 1722م):

فيلسوف ومؤرخ فرنسي. كان أول أوروبي أنصف النبي محمداً صلى الله عليه وسلم بكتاب بعنوان: حياة محمد؛ لم يكن يعرف العربية، وإنما اعتمد على لوي مرتشي وإدوارد بوكوك .قال: «كان محمد أداة الله التي قضى بها على العبادة الباطلة، وأحل محلها الحق... ولولاه ما عرف أحد الله ولا مجده كما يليق به «.

غوستاف لوبون (1841 - 1931 م)

طبيب ومؤرخ فرنسي. عني بالحضارة الشرقية وعُرف بأنه أحد أشهر فلاسفة الغرب الذين أنصفوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية، فلم يَسِر على نهج مؤرخي أوروبا الذين صار من تقاليدهم إنكار فضل الإسلام على العالم الغربي. من أشهر آثاره: حضارة العرب وحضارات الهند والحضارة المصرية وحضارة العرب في الأندلس .قال: «إن محمدا ظهر بمظهر الحكيم العظيم، والرحابة الفسيحة إزاء أهل الذمة، وحرر بلادا واسعة من الروم والفرس وترك أهلها في طليعة الأمم.» وفي كتابه حضارة العرب يقول لوبون: «إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم، كان محمد من أعظم من عرفهم التاريخ؛ فقد كان يقابل ضروب الأذى والتعذيب بسعة صدر، وكان صبورا، قادرا على تحمل المشاق، ثابتا، بعيد الهمة، لين الطبع، وديعا، وكان عظيم الفطنة. «

فنساي مونتاي، وبعد إسلامه، المنصور بالله الشافعيي.

 أعلن فنساي مونتاي إسلامه بعد 30 سنة من البحث. فنساي مونتاي مستشرق ورحالة فرنسي، شغف بدراسة القضايا الإسلامية والغربية، وقضى سنوات عديدة في دول المغرب والمشرق العربي والإسلامي، وانتهى به الأمر إلى إعلان إسلامه عام 1977 م .قال: «إنني لا أشك لحظة في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، واعتقد أنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه بعث للناس كافة، وأن رسالته جاءت لختم الوحي الذي نزل في التوراة والإنجيل، وأحسن دليل على ذلك هو القرآن المعجزة، فأنا أرفض خواطر بسكال الحاقد على الإسلام والمسلمين إلا خاطرة واحدة وهي قوله: ليس القرآن من تأليف محمد، كما أن الإنجيل ليس من تأليف متى. «

ريني گنون وبعد إسلامه عبد الواحد يحيى (1886 - 1951م)

كاتب ومفكر فرنسي. قال: «لقد أردت أن أستعصم بنص إلهي مقدس لا يأتيه الباطل، فلم أجد بعد الدراسة الطويلة المضنية سوى القرآن الكريم، فهو الكتاب الوحيد الذي أقنعني وأمن على ما في قلبي. ورسول الإسلام هو الرسول الذي أحببته وسعدت بالسير تحت لوائه، وغمرتني أقواله وأفعاله بالسعادة النفسية والسكينة الروحية. ولولاه صلى الله عليه وسلم لغرقت الإنسانية في بحار المادية والإلحاد والانحلال الخلقي والدمار الروحي «.

مونتجومري وات (2006 –1909م):

مستشرق ومؤرخ أسكتلندي. قال: «إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض أن محمدا مُدع، افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فُعل بمحممد. «

دون بايرون (1839 – 1900 م)

يقول الباحث الأرجنتيني دون بايرون في كتابه أتح لنسفك فرصة: «اتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد الله كان ممتازاً بين قومه بأخلاق حميدة، من صدق الحديث والأمانة والكرم وحسن الشمائل والتواضع حتى سماه أهل بلده "الأمين"، وكان من شدة ثقتهم به وبأمانته يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم، وكان لا يشرب الخمر، ولا يحضر للأوثان عيداً ولا احتفالاً، وكان يعيش مما يدره عليه عمله من خير. «

ألْبِرْت أينْشتاين ‏(1879 –1955 م)

عالم الفيزياء الشهير. قال مخاطبًا مجموعة من الفلسطينيين: «لو سلكتم مع اليهود في هذا العصر مثلما فعل آخر الأنبياء، محمد، لأصبحوا في أيديكم بدلا من أن تكونوا في أيديهم. فالذي أعرفه أن النبي محمدا استطاع أن يمتص كل سلوكياتهم الشاذة ضده وضد رسالته. وبالحكمة التي عامل بها الناس جميعا لم يستطيعوا أمام سلوكه الإنساني وفكره البسيط والعالمي في نفس الوقت إلا أن يرضخوا له، فأصبحوا في يده، حتى أن بعضهم آمن بمحمد ورسالته وانخرط في طريقه مؤمنا بكل ما يأتي به. أعتقد أنه استطاع، بعقلية واعية مدركة لما يقوم به اليهود، أن يحقق هدفه في إبعادهم عن النيل المباشر من الإسلام، الذي ما زال حتى الآن هو القوة التي خلقت ليحل بها السلام. «

مايكل هارت (ولد في 27 أبريل 1932)

فيزيائي فلكي يهودي أمريكي .قال في كتابه الخالدون مئة أعظمهم محمد: «إن محمدا كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي. إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معا يخوله أن يعتبر أعظم شخصية أثرت في تاريخ البشرية. هناك رُسل وأنبياء وحكماء بدئوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. «

برتراند راسل (1872 – 1970 م)

فيلسوف وعالم منطق ورياضي ومؤرخ وناقد اجتماعي بريطاني، حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1950.قال: « لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية، فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفل بها كتابه مازلنا نبحث ونتعلق بذرات منها وننال أعلى الجوائز من أجلها «.

توماس كارليل (1795 – 1881 م)

كاتب إسكتلندي وناقد ساخر ومؤرخ. كان مولعاً بالشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ، وأفرد في كتابه الأبطال فصلاً كاملاً للحديث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واستعرض فيه نواحي العظمة في حياته ورد على افتراءات الكارهين له ولرسالته العظيمة حتى أنه اتهم بالتحيز للإسلام. ومما قاله: «قوم يضربون في الصحراء عدة قرون لا يؤبه بهم ولهم، فلما جاءهم النبي العربي، أصبحوا قبلة الأنظار في العلوم والمعرفات وكثروا بعد قلة، وعزوا بعد ذلة، ولم يمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم. «

ليو تولستوي (1828– 1910 م)

من عمالقة الروائيين الروس ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر أخلاقي، يعد من أعظم الروائيين على الإطلاق. قال: «لا يوجد نبي حظي باحترام أعدائه سوى النبي محمد مما جعل الكثرة من الأعداء يدخلون الإسلام. «

زيغريد هونكه (1913– 1999 م)

مستشرقة ألمانية معروفة بكتاباتها في مجال الدراسات الدينية. وقد قامت بتقديم مقدمة مؤثرة للنسخة العربية من كتابها شمس الله تسطع على الغرب، بعد ترجمته. قالت: «إن محمدا والإسلام شمس الله على الغرب. كان رسول الإسلام يعرف أن المرأة ستجد طريقها بجوار الرجل ذات يوم. لذا آثر أن تكون المرأة متدينة، لها لباس معين، حتى تقي نفسها شر النظرات وشر كشف العورات. ورجل بهذه العبقرية لا أستطيع أن أقول إلا أنه قدم للمجتمع أسمى آيات المثالية وأرفعها وكان جديرا أن تظل الإنسانية مدينة لهذا الرجل الذي غيَّر مجرى التاريخ برسالته العظيمة. «

جيبون أوكلي. (إدوارد جيبون (1737– 1794)  وسيمون أوكلي (1678 – 1720 م)

قالا في كتاب تاريخ الإمبراطورية العربية الإسلامية (لندن 1870 ص54): «ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور، فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان. لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. لا إله إلا الله محمد رسول الله هي عقيدة الإسلام البسيطة والثابتة. إن التصور الفكري للإله في الإسلام لم ينحدر أبدا إلى وثن مرئي أو منظور. ولم يتجاوز توقير المسلمين للرسول أبدا حد اعتباره بشرا، وقيدت أفكاره النابضة بالحياة شعور الصحابة بالامتنان والعرفان تجاهه، داخل حدود العقل والدين.» ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله، ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين.

زويمر الكندي (1813 – 1900 م)

مستشرق كندي. قال في كتابه الشرق وعاداته: «إن محمدًا كان ولا شك من أعظم القادة الدينيين، ويصدق عليه القول أيضًا بأنه كان مصلحًا قديرًا وبليغًا فصيحًا وجريئًا مغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا. «

سنرستن الآسوجي، ولد عام 1866.

أستاذ اللغات الساميّة، ولد عام 1866. له عدة مؤلفات منها: القرآن الإنجيل المحمدي وتاريخ حياة محمد. قال في كتابه تاريخ حياة محمد: «إننا لم ننصف محمدًا إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا؛ فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصرًا على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ. «

 جونس أوركس

أديب إنجليزي .قال: «لم نعلم أن محمدًا نبي الإسلام (صلوات الله وسلامه عليه) تسربل بأي رذيلة مدة حياته. «

 لين بول (1854 –1931 م)

مستشرق وعالم آثار بريطاني .قال: «إن محمدًا كان يَتَّصِفُ بكثير من الصفات؛ كاللطف والشجاعة وكرم الأخلاق، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثَّر بما تَطْبَعُه هذه الصفات في نفسه، ودون أن يكون هذا الحكم صادرًا عن غير ميل أو هوًى، كيف لا؟! وقد احتمل محمد عداء أهله وعشيرته سنوات بصبر وجَلَد عظيمين، ومع ذلك فقد بَلَغ من نُبْلِه أنه لم يكن يسحب يده من يد مصافحه حتى لو كان يصافح طفلًا! وأنه لم يمرَّ بجماعة يومًا من الأيام -رجالًا كانوا أم أطفالًا- دون أن يُسَلِّم عليهم، وعلى شفتيه ابتسامة حُلوة، وبنغمة جميلة كانت تكفي وحدها لتسحر سامعيها، وتجذب القلوب إلى صاحبها جذبًا. «

وليم موير (1819 –1905 م)

مستشرق أسكتلندي، قام بعمل دراسات حول حياة النبي محمد والخلافة الإسلامية المبكرة .قال: «امتاز محمد بوضوح كلامه، ويسر دينه، وأنه أتم من الأعمال ما أدهش الألباب، لم يشهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق الحسنة، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل محمد. ومهما يكن هناك من أمر فإن محمدًا أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، وخبيرٌ به مَنْ أمعن النظر في تاريخه المجيد، وذلك التاريخ الذي ترك محمدًا في طليعة الرسل ومفكري العالم. «

واشنجتون إرفنج (1783 – 1859 م)

مؤلف وكاتب مقالات وكاتب سير ومؤرخ ودبلوماسي أمريكي .قال: «كانت تصرفات الرسول في أعقاب فتح مكة تدلُّ على أنه نبي مرسل، لا على أنه قائد مظفَّر؛ فقد أبدى رحمةً وشفقةً على مواطنيه، برغم أنه أصبح في مركز قوي، ولكنه تَوَّج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو. «

جورج سـارتون، مستشرق بلجيكي ‏ صيدلي ومؤرخ (1884 – 1956م)

قال: «لم يُتَحْ لنبي من قبلُ ولا من بعدُ أن ينتصر انتصارًا تامًّا كانتصار محمد«.

مونتجومري وات (1909 –2006م)

مستشرق بريطاني عمل أستاذا للغة العربية والدراسات الإسلامية والتاريخ الإسلامي بجامعة إدنبرة في اسكتلندا. من أشهر كتبه: محمد في مكة (1953)، ومحمد في المدينة (1956). قال في كتابه محمد في مكة: «استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه «.

برتلي سانت هيلر (1805 – 1895 م)

فيلسوف، سياسي، صحفي، ومستشرق ألماني .قال في كتابه الشرقيون وعاداتهم: «كان محمد رئيسًا للدولة وساهرًا على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبي بين ظهرانيها، فكان النبي داعيًا إلى ديانة الإله الواحد وكان في دعوته هذه لطيفًا ورحيمًا حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية وهما العدالة والرحمة. «

إدوار مونته (1817 – 1894 م)، فيلسوف ومستشرق فرنسي.

قال: «عرف محمد بإخلاص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق، وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم حفاظًا على الزمام. فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم «.

ميخائيل إيمارى، مستشرق إيطالي.

قال في كتابه تاريخ المسلمين: «وحسب محمد ثناءً عليه أنه لم يساوم ولم يقبل المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته على كثرة فنون المساومات واشتداد المحن وهو القائل "لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته ". عقيدة راسخة، وثبات لا يقاس بنظير، وهمة تركت العرب مدينين لمحمد بن عبد الله، إذ تركهم أمة لها شأنها تحت الشمس في تاريخ البشر. «

جان ليك، مستشرق إسباني. (1822 - 1897 م)

قال في كتاب العرب: «لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: ﴿أ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، وقد برهن بنفسه على أن لديه أعظم الرحمات لكل ضعيف، ولكل محتاج إلى المساعدة، كان محمد رحمة حقيقة لليتامى، والفقراء، وابن السبيل، والمنكوبين، والضعفاء، والعمال، وأصحاب الكد والعناء، وإني بلهفة وشوق أصلي عليه وعلى أتباعه «.

توماس وولكر آرنولد (1864– 1930م)، مستشرق بريطاني شهير.

قال في كتاب الدعوة إلى الإسلام: «قبيل وفاة محمد نرى جميع أنحاء الجزيرة العربية تقريبًا تدين له بالطاعة، وإذا ببلاد العرب، التي لم تخضع إطلاقًا لأمير من قبل، تظهر في وحدة سياسية وتخضع لإرادة حاكم مطلق، ومن تلك القبائل المتنوعة، صغيرها وكبيرها، ذات العناصر المختلفة التي قد تبلغ المائة والتي لم تنقطع عن التنازع والتناحر، خلقت رسالة محمد أمة واحدة، وقد جمعت فكرة الدين المشترك تحت زعامة واحدة شتى القبائل في نظام سياسي واحد، ذلك النظام الذي سرت مزاياه في سرعة تبعث على الدهشة والإعجاب. وأن فكرة واحدة كبرى هي التي حققت هذه النتيجة، تلك هي مبدأ الحياة القومية في جزيرة العرب الوثنية، وهكذا كان النظام القبلي لأول مرة، وإن لم يقض عليه نهائيًا (إذ كان ذلك مستحيلا)، شيئًا ثانويًا بالنسبة للشعور بالوحدة الدينية. وتكللت المهمة الضخمة بالنجاح، فعندما انتقل محمد إلى جوار ربه كانت السكينة وترفرف على أكبر مساحة من شبه الجزيرة العربية، بصورة لم تكن القبائل العربية تعرفها من قبل، مع شدة تعلقها بالتدمير وأخذ الثأر. وكان الدين الإسلامي هو الذي مهد السبيل إلى هذا الائتلاف«

إدوار بروي (1901– 1974م)

قال في كتابه التاريخ العام للحضارات: «جاء محمد بن عبدالله، النبي العربي وخاتم النبيين، يبشر العرب والناس أجمعين بدين جديد، ويدعو للقول بالله الواحد الأحد، وكانت الشريعة [في دعوته] لا تختلف عن العقيدة أو الإيمان، وتتمتع مثلها بسلطة إلهية ملزمة، تضبط ليس الأمور الدينية فحسب، بل أيضًا الأمور الدنيوية، فتفرض على المسلم الزكاة، والجهاد ضد المشركين، ونشر الدين الحنيف، وعندما قبض النبي العربي، عام 632م، كان قد انتهى من دعوته، كما انتهى من وضع نظام اجتماعي يسمو كثيرًا فوق النظام القبلي الذي كان عليه العرب قبل الإسلام، وصهرهم في وحدة قوية، وهكذا تم للجزيرة العربية وحدة دينية متماسكة، لم تعرف مثلها من قبل. «

آن بيزيت، مؤلفة كتاب حياة وتعاليم محمد، (1847 - 1933)

قالت: «من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء، ورغم أنني سوف أعرض فيما أروي لكم أشياء قد تكون مألوفة للعديد من الناس فإنني أشعر في كل مرة أعيد فيها قراءة هذه الأشياء بإعجاب وتبجيل متجددين لهذا المعلم العربي العظيم. هل تقصد أن رجلًا في عنفوان شبابه لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره بعد أن تزوج من امرأة أكبر منه بكثير وظل وفيًا لها طيلة 26 عامًا، ثم عندما بلغ الخمسين من عمره- السن التي تخبو فيها شهوات الجسد- يمكن أن يتزوج لإشباع رغباته وشهواته؟! ليس هكذا يكون الحكم على حياة الأشخاص. فلو نظرت إلى النساء اللاتي تزوجهن لوجدت أن كل زيجة من هذه الزيجات كانت سببًا إما في الدخول في تحالف لصالح أتباعه ودينه أو الحصول على شيء يعود بالنفع على أصحابه أو كانت المرأة التي تزوجها في حاجة ماسة للحماية «.

واشنطن إيرفينغ (1783 – 1859م)

واشنطن إيرفينغ هو مؤلف وكاتب مقالات وكاتب سير ومؤرخ ودبلوماسي أمريكي. قال في كتابه حياة محمد: «كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وأعظمَ الرسل الذين بعثهم الله تعالى؛ ليدعو الناس إلى عبادة الله. كانت تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم في أعقاب فتح مكة تدل على أنه نبي مرسل لا على أنه قائد مظفر؛ فقد أبدى رحمة وشفقة على مواطنيه برغم أنه أصبح في مركز قوي، ولكنه توّج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو. برغم انتصارات الرسول صلى الله عليه وسلم العسكرية لم تثر هذه الانتصارات كبرياءه أو غروره، فقد كان يحارب من أجل الإسلام لا من أجل مصلحة، وحتى في أوج مجده حافظ الرسول صلى الله عليه وسلم على بساطته وتواضعه، فكان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له أو يبالغوا في الترحيب به وإن كان قد هدف إلى تكوين دولة عظيمة، فإنها كانت دولة الإسلام، وقد حكم فيها بالعدل، ولم يفكر أن يجعل الحكم فيها وراثيًا لأسرته. «

لورا فيتشا فاليري (1893 – 1989 م)، مستشرقة إيطالية.

كانت لورا فيتشا فاليري أستاذة اللغة العربية في جامعة نابولي. قالت في كتابها الدفاع عن الإسلام: «كان محمد المتمسك دائمًا بالمبادئ الإلهية شديد التسامح، وبخاصة نحو أتباع الأديان الموحدة، لقد عرف كيف يتذرع بالصبر مع الوثنيين. «

رودي بارت (1901 –1983 م)

رودي بارت مستشرق ألماني، ترجم القرآن إلى الألمانية مع شرح فيلولوجي. قال: «كان من بين ممثلي حركة التنوير من رأوا في النبي العربي أدلة الله، ومشرعًا حكيمًا، ورسولًا للفضيلة، وناطقًا بكلمة الدين الطبيعي الفطري، ومبشرًا به. «

إجناتس جولدتسيهر ‏‏(1850 – 1921 م)

إجناتس جولدتسيهر مستشرق يهودي مجري، وهو من بين مؤسسي الدراسات الإسلامية الحديثة في أوروبا .قال: «الحق أن محمدًا كان بلا شك أول مصلح حقيقي في الشعب العربي من الوجهة التاريخية «

مارسيل بوازار، أستاذ جامعة سويسري.

قال: «سبق أن كُتِب كل شيء عن نبي الإسلام، فأنوار التاريخ تسطع على حياته التي نعرفها في أدق تفاصيلها، والصورة التي خلفها محمد عن نفسه، تبدو -حتى وإن عُمِدَ إلى تشويهها- علميةً في الحدود التي تكشف فيها -وهي تندمج في ظاهرة الإسلام- عن مظهر من مظاهر المفهوم الديني، وتتيح إدراك عظمته الحقيقية. لم يكن محمد على الصعيد التاريخي مبشرًا بدين وحسب، بل كان كذلك مؤسس سياسة غيّرت مجرى التاريخ، وأثرت في تطور انتشار الإسلام فيما بعد على أوسع نطاق. لقد كان محمد نبيًّا لا مصلحًا اجتماعيًّا، وأحدثت رسالته في المجتمع العربي القائم آنذاك تغييرات أساسية ما تزال آثارها ماثلة في المجتمع الإسلامي المعاصر. «

بوسورث سميث (1794 – 1884 م)، أسقف مسيحي بروتستانتي أمريكي.

قال في كتابه محمد والمحمدية: «لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد، لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة، ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها. «

المستر سنكس (1831 – 1883م)، مستشرق أميركي.

قال في كتابه ديانة العرب: «ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة. إن الفكرة الدينية الإسلامية، أحدثت رقيًا كبيرًا جدًا في العالم، وخلّصت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسره حول الهياكل بين يدي الكهان. ولقد توصل محمد ـ بمحوه كل صورة في المعابد وإبطاله كل تمثيل لذات الخالق المطلق ـ إلى تخليص الفكر الإنساني من عقيدة التجسيد الغليظة.»